فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الماعون:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديثان ضعيفان: «مَنْ قرأها غفر الله له إِن كان للزَّكاة مؤدّيا»، وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها جعل الله قبره روضة من رياض الجنَّة، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ حِجّة وعمرة». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الماعون وتسمى الدين وتسمى أرأيت والتكذيب، مقصودها التنبيه على أن التكذيب بالبعث لأجل الجزاء أبو الخبائث، فإنه يجزئ المكذب على مساوي الأخلاق ومنكرات الأمال حتى تكون الاستهانة بالعظام خلقا له فيصير ممن ليس له خلاق، وكل من أسمائها الأربعة في غاية الظهور في الدلالة على ذلك بتأمل السورة لتعرف هذه الأشياء المذكورة، فهي ناهية عن المنكرات بتصريحها، داعية إلى المعالي بإفهامها وتلويحها. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {أرأيت}:

السّورة مكِّيّة.
آياتها سبع في عدّ العراقي، وستٌ عند الباقين.
وكلماتها خمس وعشرون.
وحروفها مائة وخمس وعشرون.
المختلف فيها آية {يُرَاءُونَ}.
فواصل آياتها على النون.
سمّيت سورة الماعون، لمفتتحها.

.معظم مقصود السّورة:

الشكاية من الجافين على الأَيتام والمساكين، وذمّ المقصّرين والمُرَائين، وما نعى نفع المعونة عن الخيرات والمساكين، في قوله: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.
السّورة محكمة. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
المتشابهات:
قوله: {الَّذِينَ هُمْ} كرّره ولم يقتصر على مرّة واحدة؛ لامتناع عطف الفعل على الاسم.
ولم يقل: الَّذين هم يمنعون؛ لأَنَّه فعل، فحسن العطف على الفعل. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الماعون:
سميت هذه السورة في كثير من المصاحف وكتب التفسير (سورة الماعون) لورود لفظ الماعون فيها دون غيرها.
وسميت في بعض التفاسير (سورة أرأيت) وكذلك في مصحف من مصاحف القيروان في القرن الخامس، وكذلك عنونها في (صحيح البخاري).
وعنونها ابن عطية بـ: (سورة أرأيتَ الذي).
وقال الكَواشي في (التلخيص) (سورة الماعون والدين وأرأيت)، وفي (الإِتقان): وتسمى (سورة الدين) وفي (حاشيتي الخفاجي وسَعدي) تسمى (سورة التكذيب) وقال البِقاعي في (نظم الدرر) تسمى (سورة اليتيم). وهذه ستة أسماء.
وهي مكية في قول الأكثر. وروي عن ابن عباس، وقال القرطبي عن قتادة: هي مدنية. وروي عن ابن عباس أيضًا. وفي (الإِتقان): قيل نزل ثلاثٌ أولها بمكة إلى قوله: {المسكين} (الماعون: 3) وبقيتها نزلت بالمدينة، أي بناء على أن قوله: {فويل للمصلين} (الماعون: 4) إلى آخر السورة أريد به المنافقون وهو مروي عن ابن عباس وقاله هبة الله الضرير وهو الأظهر.
وعدت السابعة عشرة في عداد نزول السور بناء على أنها مكية، نزلت بعد سورة التكاثر وقبل سورة الكافرون.
وعُدت آياتها ستًا عند معظم العادين. وحكى الآلوسي أن الذين عدّوا آياتها ستًّا أهل العراق (أي البصرة والكوفة)، وقال الشيخ على النوري الصفاقسي في (غيث النفع): وآيها سبع حِمصي (أي شامي) وست في الباقي. وهذا يخالف ما قاله الآلوسي.
أغراضها:
من مقاصدها التعجيب من حال من كذبوا بالبعث وتفظيع أعمالهم من الاعتداء على الضعيف واحتقاره والإِمساك عن إطعام المسكين، والإِعراض عن قواعد الإِسلام من الصلاة والزكاة لأنه لا يخطر بباله أن يكون في فعله ذلك ما يجلب له غضب الله وعقابه. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الماعون:
مكية.
وآياتها سبع آيات.
بين يدي السورة:
* هذه السورة مكية، وقد تحدثت بأيجاز عن فريقين من البشر هما:
أ- الكافر الجاحد لنعم الله، المكذب بيوم الحساب والجزاء.
ب- المنافق الذي لا يقصد بعمله وجه الهل، بل يرائي في أعماله وصلاته.
* أما الفريق الأول: فقد ذكر تعالى من صفاتهم الذميمة، أنهم يهينون اليتيم ويزجرونه، غلظة لا تأديبا، ولا يفعلون الخير، حتى ولو بالتذكير بحق المسكين والفقير، فلا هم أحسنوا في عبادة ربهم، ولا أحسنوا إلى خلقه {أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين..} الأيات.
* وأما الفريق الثاني: فهم المنافقون، الغافلون عن صلاتهم، الذين لا يؤدونها في أوقاتها، والذين يقومون بها (صورة) لا (معنى) المراءون بأعمالهم، وقد توعدت الفريقين بالويل والهلإلي، وشنعت عليهم أعظم تشنيع، بأسلوب الاستغراب والتعجيب من ذلك الصنيع!!. {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون}. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة أرأيت 107:
مكية.
ونظيرتها في المدنيين الكافرون والناس وفي المكي والشامي الكافرون فقط وفي الكوفي والبصري فاتحة الكتاب وقد ذكر ذلك.
وكلمها خمس وعشرون كلمة ككلم أم القرآن.
وحروفها مائة وخمسة وعشرون حرفا كذا قال عطاء وهو وهم والصحيح أن حروفها مئة واثنا عشر حرفا وثلاثة عشر لاختلاف المصاحف في إثبات الألف وحذفها في قوله تعالى: {أرأيت} والصواب مئة وثلاثة عشر حرفا مع رسم الألف في {أرأيت} و{صلاتهم} وأحد عشر حرفا دونهما واثنا عشر حرفا مع حذف أحدهما.
و{صلاتهم} مرسومة بغير واو في كل المصاحف.
وهي سبع آيات في الكوفي والبصري وست في عدد الباقين.
اختلافها آية {يراؤون} عدها الكوفي والبصري ولم يعدها الباقون.

.ورءوس الآي:

{بالدين}.
1- {اليتيم}.
2- {المسكين}.
3- {للمصلين}.
4- {ساهون}.
5- {الماعون}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الماعون:
{أرأيت}: أي هل عرفت وعلمت والمراد بذلك تشويق السامع إلى تعرّف ما يذكر بعده مع تضمنه التعجب منه، كما تقول: أرأيت فلانا ماذا صنع، وأ رأيت فلانا كيف عرّض نفسه للمخاطر- أنت في كل ذلك تريد بعث المخاطب على التعجب مما فعل، والدين: هو الخضوع لما وراء المحسوس من الشؤون الإلهية التي لا يمكن الإنسان أن يعرف حقيقتها، وإنما يجد آثارها في الكون باعثة على الإذعان والتصديق، كوجود اللّه ووحدانيته، وبعثه الرسل مبشرين ومنذرين، والتصديق بحياة أخرى يعرض الناس فيها على ربهم للجزاء، {يدعّ اليتيم}: أي يدفعه ويزجره زجرا عنيفا كما جاء في قوله: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} {يحض}: أي يحث ويدعو الناس إلى ذلك،{يراءون}: أي يفعلون بقدر ما يرى الناس أنهم يفعلون ذلك من غير أن تستشعر قلوبهم خشية اللّه بها وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادة وطلب المنزلة في قلوب الناس، ويكون فعل ذلك على ضروب:
(1) بتحسين السمت مع إرادة الجاه وثناء الناس.
(2) بلبس الثياب القصار أو الخشنة ليأخذ بذلك هيبة الزهاد في الدنيا.
(3) بإظهار السخط على الدنيا، وإظهار التأسف على ما يفوته من فعل الخير.
(4) بإظهار الصلاة والصدقة، أو بتحسين الصلاة لرؤية الناس له.
و{الماعون}: ما جرت العادة بأن يسأله الفقير والغنى كالقدر والدلو والفأس.
وقال جار اللّه: ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح إن كان فريضة، فمن حق الفرائض الإعلان بها وتشهيرها لقوله عليه الصلاة والسلام: «ولا غمّة في فرائض اللّه» لأنها أعلام الإسلام، وشعائر الدين، ولأن تاركها يستحق الذم والمقت، فوجب إماطة التهمة بالإظهار، وإن كان تطوعا فحقه أن يخفى، لأنه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه، فإن أظهره قاصدا الاقتداء به كان جميلا، وإنما الرياء أن يقصد بالإظهار أن تراه الأعين فيثنى عليه بالصلاح، وعن بعضهم أنه رأى رجلا في المسجد قد سجد سجدة الشكر وأطالها فقال: ما أحسن هذا لو كان في بيتك؟
وإنما قال هذا لأنه توسم فيه الرياء والسمعة. على أن اجتناب الرياء صعب إلا على المرتاضين بالإخلاص، ومن ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «الرياء أخفى من ديب النملة السوداء في الليلة الظلماء على المسح الأسود». اهـ. المسح: كساء خشن من صوف يلبسه الزهاد. اهـ.

.قال الفراء:

سورة الماعون:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدين}
قوله عز وجل: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدين...}.
وهي في قراءة عبد الله: {أرأيتك الذى}، والكاف صلة تكون ولا تكون، والمعنى واحد.
{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليتيم}
وقوله عز وجل: {يَدُعُّ اليتيم...}.
من دععت وهو يُدعّ: يدفعه عن حقه، ويظلمه. وكذلك: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ}.
{وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} وقوله عز وجل: {وَلاَ يَحُضُّ...}. أى: لا يحافظ على إطعام المسكين ولا يأمر به.
{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ}
وقوله عز وجل: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ...} يعنى: المنافقين {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} يقول: لاهون كذلك فسّرها ابن عباس، وكذلك رأيتها في قراءة عبد الله.
{الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}
فقوله عز وجل: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ...}.
إن أبصرهم الناس صلّوا، وإن لم يرهم أحد تركوا الصلاة.
{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ...} قال: وحدثنا الفراء قال: وحدثنى حِبَّان بإِسناده قال: {الماعون}: المعروف كله حتى ذكر: القصعة، والقدر، والفأس.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال قال: حدثنا الفراء قال: وحدثنى قيس ابن الربيع عن السُّدى عن عبد خير عن علي قال: {الماعون}: الزكاة.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: وحدثنى قيس بن الربيع عن خصيفِ عن مجاهد عن علي رحمه الله بمثله قال: وسمعت بعض العرب يقول: الماعون: هو الماء، وأنشدنى فيه:
يَمجُّ صَبيرهُ الماعُونَ صَبًا

قال الفراء: ولست أحفظ أوله الصبير: السحاب. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الماعون:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بالدين}
قال: {أَرَأَيْتَ الَّذِي} تقرأ بالهمز وغير الهمز، وهما لغتان، تحذف الهمزة لكثرة استعمال هذه الكلمة.
{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليتيم}
وقال: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليتيم} يقول: (يدفعه عن حقه) تقول: (دَعَعْتُه) (أَدُعُّه) (دَعًّا). اهـ.